الثلاثاء، 15 أكتوبر 2013

تهنئة عيد الأضحى المبارك (1434)

الكلمات التي تكتب إليكم لا نتعب في انتقائها فهي مودعة بإسمكم في الفؤاد ؛ لم يجهدني احتوائها ويعجزني تلخيصها ، فكل تلخيص كتبته لا يصون أسباب الثناء ،لكني حريص على أن يثبت لنا أنس اللقاء ؛ فهذه كلمات بنكهة التزاور ،وهذه معاني بنور التلاقي ؛ لا أشعر أن هناك فرقة لتتبدل بألفة ،وليس هناك تنائي ليتحول إلى تقارب ،فما لا تلحظه المقل في أرواحنا أدنى من الأجل وما يأتي به الخجل يذهب به الوجل ؛ فلقاؤنا لا تهوى به الأقدام ولا تشقى به الابدان وليس بما تخطه البنان ،لقاؤنا يعرفه المكان ويؤكده الزمان ، لقاؤنا ليس ماض في الذاكره هو سار في الحاضرة ، هو من وراء كل غاية فهو وجه العناية ،هو من خلف كل نخوة فهو وجه الأخوة ،
عيني تراى مثلكم وهذا جمال الوهم ، خاطري يرسم نفحاتكم وهذا جمال الخيال ، وهذا كله من معاني الوصال حين يتعذر الابصار ،هو من معاني اللقاء في أصل البقاء ؛
ولتعلموا فإني لم أكن أنوي استخدام الكلمات ولا الحروف فقلت لنفسي ولما العزوف فلتشاركني المودة كما شاركني القلم فهو سحاب البوح ينطق رذاذ من نفحات الروح وإن شاء نطق كلاما قال كيف لي بثناء يجازي نعمة وجودكم و كيف لي بتهنئة تضاهي فكرة قربكم فكل الألفاظ المختلفة معانيها متفقة ناطقة قائلة أعادكم الله لأمثاله دهورا…

الثلاثاء، 8 أكتوبر 2013

ذكر الحبيبة

بالقلم ناديت ويكأنه منصرف ، أردت أن أخاطبه خطاب الصديق المقرب ، أردت أن أبوح له بشوق الحبيب القادم من البعيد ،في نية عدم الكتابة و محاولة نسيان الكلمات التي أحسبها تشتكي عبثي ،يخيل إلي أن حروفها سنت وشحذت لتلتهم القلم قبل أن أدركه ؛ خيال كهذا يأتي به خوف خسران صديقي القلم ، خوفي أن يسبق مصرع قلمي بوحي هذا حتى وإن كان الأخير ؛ وإذا بها الكلمات تقدم لهوي بها إلى القلم في فعل النسيان ،تقدم عبثي بها في مسرح من الأوراق في حفل تقدمه السنين ، هي الكلمات سكرى منتشية تتمايل أمام القلم طربة مزهوة تلبس بعضها بعضا ،تتراقص تغني ، الجميلات منهن وكلهن جميلات ، فيهن إشراقة الشمس مع الغروب ، فيهن الشمس نفسها مع القمر فيهن الجمال والحب فيهن الثقة والغرور فيهن وفيهن وفيهن كم سأعدد وما أنا بمحصي ؛ هذه الكلمات في اللحظة ذاتها تنادي القلم لكن في شوق يفوق شوقي له ، صوتها صوت ذكر ومفهومه قولها لي : ذكرك للحبيبة خمر يلذ من أجله الغفران والتجاوز عن كل من يعبث بنا ، تنادي بي وتجمع معي فتقول : لكم أيها العابثون بالكلمات تقدم الكلمات عفوها في حالة نشوتها إن أسقيتموها من نبيذ ذكر الجميل ، وأي جميل ، فما بالي أدمنت ذكرها ؟…

الحب عنوان العناق

قال أحبها وسألتقيها
فماذا عساي أن أقول في مكانك
فكلمة أحبك
تنسيني أن أتذكر يوم كنت كما تراني
تعني ذوبان حد التشبع ،تعني امتزاج حد الاشتباه ،تعني اختلاط حد الفراق ،تعني حركة حد السكون ،
فكيف التقيك ؟
كيف التقي بك دون ضمة تشفي الفراق؟
كيف التقي بك دون أن الثم فاك ؟
كيف التقي بك دون أن اتخلل شعرك ؟
كيف التقي بك دون أن أنسى المكان والزمان ؟
كيف التقي بك قبل أن أضع يدي في يد وليك ؟
كيف التقيك على الهواء دون أجنحة ، أو في الهواء بلا رائحة ؟
كيف التقيك في الصحراء بلا قافلة ؟
كيف التقيك في بحر الظلمة ومن ذا الذي سيكتم لجته ؟
كيف التقيك بلا عنوان والحب عنواني أنا ؟

كل مافيها جميل

كل مافيها جميل

في المكان الجديد
اليوم أو في الأمس البعيد
في الحاضر أو القادم على طول الطريق
مكان يقال أنه جميل
قيل لي أن الهواء يروي
لكن الضمأ كان من ذوي
قيل لي أن الطبيعة على الحب تستوي
لكن صراخها كان في أذني له دوي
قيل لي أن سحابة تقلنا وأخرى تظلنا
لكني وجدتني حيث الأشواك تضمنا …

تمنيت أن تكوني معي
فأنت عينا الجمال فكيف أرى ،
بوجودك كان سيكذب إحساسي
بحضورك سيصدق كل ماقال الورى ،
حتى لو انهم كذبوا…

أنت آية التذوق
أنت مرآة الجمال
أنت حقيقة الخيال
من ريقك كان الهواء سيرتوي ،
وسأكون أنا والهواء سوى في ارتوى..

بدونك لا يبعث الجمال إشارته إلي،
نفسي ترفض إستقبالها ناقصة
سميني
يتيم الجمال
فقير الحب
نائم المشاعر
فاقد الوعي
مجهول الهوية
هذا أنا بعيد عنك
فإن حضرت كنت أم الجمال
بعينيك أراه ،
ومن فنك أتذوقه
التقطي لي صورة بجوار الجمال
هذه ذكريات نسيانها من المحال
تصويرك تاج على فن
مرآة الجمال تعكس روحا في إنسان
أعيدي شريط الأمس البعيد
أحضري تلك الصور المشابهة
من هناك في أعلى النافذة
والتي هناك في الزاوية
كل مافيها جميل
كل مافيها جميل
كل مافيها جميل
جمالك لها دليل
لولاه كانت في تضليل
هذا و لم تأخذ منك سوى قليل
ياخير حبيب وأرفق خليل
كل مافيك جميل

أنا على مثل

أنا على مثل الحبيب قلت أحبك ،
على مثل الغريب سألت ودك
و أنا على مثل الكلام أكتبيني حبيبك ،
على مثل الجمال اكتسي بي
وأنا على مثل النجم فاهتدي بي
أنا على مثل السبيل من أجلك
أنا على مثل الوقف موقوف عليك
أنا على مثل اليقين بأني أنا

الثلاثاء، 27 أغسطس 2013

اللاشيء (1)

اللاشيء (1)
في هذا المكان عاري
ولاشيء علي
لا شيء أمامي ،
كل الأشياء إن ناديت بها فزعت وغربت
وإن هميت أن أمسكها اختفت أوانها ذابت
لا شيء هنا يعني أنه لا شيء
لاضوء تجهر له العيون ،
ولا برد يقشعر له البدن
لا حرارة ومن أين تأتي الحرارة ؟
لا شيء يعني أنه لا شيء
لا شمس ولا سماء لا أرض ولا قمر
أما حالتي فلا ساكن ولا متحرك
فأين هو الساكن لأعلم أني متحرك
وأين هو المتحرك لأعلم أني ساكن
والآن أين اللاشيء كيف أجده
فلا شيء لا يعني لاشيء
فالمعنى شيء ،و الشيء ثوب
من يرتديه صار شيء
لاشىء ذكرته إذن هو موجود
فالذكر يجعله شيء
أنا مع اللاشيء فقط هذه حدودي
فلا تسألني عن شيء أكثر حساسية من اللاشيء
اللاشي تذكره فيتغير إلى الأبد
يعزف عن طبيعته ويصبح عبدا في مملكة الأشياء
يطرد من مملكته هذا قانونهم في المملكة
اللاشيء لا يطرد وليس له مملكة فإن كان له مملكة اصبح شيء وماتت اللاشيئية فيه،
اللاشيء ليس له لاشيئية وإلا فهذا شيء وشيء آخر ،اللاشيء أن لا أعبر عنه ،
وأن لا أعبر عنه يعني أني شعرت به ،
وما أن شعرت يعني أنه موجود ،
اللا شيء و اللاشي واللاشيء أشياء وأشياء وأشياء
أنا الأن بين أشياء كهذه
يالله ما أجلك وأعظمك سأموت ولم أحط بمعنى كهذا ،علمتني وأنت بكل شيء عليم واللاشيء شيء وأنت تعلمه سبحانك ما عبدناك حق عبادتك….

اللاشيء (5)

اللاشيء (5)
وصلت في اللاشيء إلى هنا
أقف هنا في اللاشيء
الأشياء اللاشيئية كلها في شيء
هو لاشيء كما هي شيء
أمسكت الحب لأكتب
هذا أول لاشيء جذبني
انحنت ورقة من الجمال لأكتب
انحناء وقار في حضرة الحب
ظهرها كباطنها لاظهر ولا بطن لها
مكشوفة سوقها ،
ناعمة تفاصيله لدرجة إنعدام الملمس
أنا هنا كما قلت في اللا احتكاك
أين هي الطبيعة المسكينة
القاصرة الحزينة
أنا هنا خارج أحضان الطبيعة وقوانينها
أنا هنا في اللا هنا في اللاطبيعة
كتبت أول ماكتبت
الفطرة إنها الفطرة
أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمد رسول الله
بعدها كُتبت أشياء تشبه لا أشياء لم أعرفها
أشياء نثرت لا أشياء لا نقرؤها
أظن أنني كتبت المفتاح
أو أنها الكلمة السرية
كتبت الكلمة السحرية
وكأني رأيت الشقاء فخفت البقاء
يا الله شهدت أن لا إله إلا أنت
رحمتك وسعت كل شيء
تغمدني بها
فاصل تأمل قاطعتني
هناك طلبت السعادة وخفت الشقاء
وهنا حين عدت أتذكر فأحاول أن أعمل
عودة إلى هنا
أنا أتعلم لغة اللا أشياء
المحفوظة في أشياء لا أعلمها
لا شيء عابر يسألني
لما أنت هنا ؟
فأجبته
أنتم لا أشياء مهملة
وأنا شيء لي من ربي مكرمة
جئت هنا لا أحافظ على الكرامة
وإلا صرت بلا كرامة لا إنسان
هذا اللا شيء يسأل يا إنسان
كيف بكل الأشياء
ماذا عن الكون ؟
ماذا عن الأرض ؟
ماذا عن الحيوان ؟
ماذا عن الأشجار ؟
ماذا عن الإنسان ؟
ماذا عن السماء ؟
والله أن الله سيسأل...